دور حبيبة المرعشي الرائد في مجال الحفاظ على البيئة

Habiba Al Marashi : " في يوم الأرض، لنجعل كلّ يوم فرصة لنشر الوعي وتحفيز العمل من أجل الأرض "

تلعب حبيبة المرعشي دوراً رائداً اليوم في مجال الحفاظ على البيئة كعضو مؤسس ورئيس مجموعة عمل الإمارات للبيئة. وهي تعتزّ بلحظات عديدة في مسيرتها الناجحة بينها اليوم الذي اجتمعوا فيه كمجموعة من الأفراد المتحمسين للبيئة لتأسيس مجموعة عمل الإمارات للبيئة حيث كانت الشرارة الأولى التي أطلقت عقودًا من العمل الشاق والنتائج الايجابية الكبيرة. كما أنّ النجاح الذي حققوه في حملاتهم الأولى للتوعية والمحافظة على البيئة، والذي شهد تغييرًا في سلوكيات وأفكار الناس في المجتمع، كانت من المحطات التي تعتزّ بها بشكل خاص حيث أنّ رؤية التأثير المباشر لجهودهم كانت مكافأة لا توصف. بالإضافة إلى أنّ العمل جنبا إلى جنب مع منظّمات بيئية دولية وتحقيق أهداف مشتركة للحفاظ على البيئة على مستوى العالم هي تجارب أظهرت لها قوّة التعاون عبر الحدود والثقافات في مواجهة التحديات العالمية. وفي ما يلي نتعرّف عن قرب إلى مساهمتها على الصعيد البيئي.

التصوير: Maximilian Gower

تتمسّك رئيس مجموعة عمل الإمارات للبيئة حبيبة المرعشي بقيم عديدة تشمل الاستدامة بالمعنى الشامل حيث تعتقد بأنّه يجب علينا استخدام موارد الأرض بطريقة تضمن استمراريتها للأجيال القادمة، والإيمان بأنّ التغيير يبدأ بالتوعية والتعليم، وأنّ نشر المعرفة حول القضايا البيئية هو خطوة أساسية نحو عالم أكثر استدامة، والقناعة بأنّ التحديات البيئية الكبرى لا يمكن مواجهتها بمفردنا، وأنّ العمل الجماعي والشراكات الاستراتيجية ضرورية لتحقيق تأثير كبير. وفي خلال مسيرتها المهنية، ركّزت المرعشي جهودها على عدة محاور رئيسية لضمان تأمين مستقبل مستدام للإمارات، حيث عملت جاهدة في مجال التوعية والتعليم البيئي. وتخبرنا: "إيماني بأهمية التوعية جعلني أبذل جهوداً كبيرة في إطلاق برامج تعليمية تستهدف الأطفال والنشء والشباب سواء كانوا في المدارس او في المؤسسات التعليمية الكبرى كالجامعات، كمسابقات الخطابة البيئية بين المدارس وبين الجامعات وورش عمل الطلبة والمعلمين. كما عملت على تشجيع ودعم مؤسسات القطاعين (الخاص والعام) في الإمارات لتبنّي ممارسات مستدامة، من خلال تقديم الاستشارات وتطوير برامج لتقليل البصمة الكربونية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، وتعزيز ممارسات واستراتيجيات إعادة التدوير، هذا فضلاً عن مساهمتي مع صانعي السياسات والتعاون مع المؤسسات الحكومية في تطوير وتنفيذ سياسات بيئية تدعم الاستدامة، وقيادة مبادرات ومشاريع تهدف إلى تعزيز الاستدامة كحملة "الإمارات نظيفة"، وبرامج المجموعة الواسعة لفرز وجمع وإعادة تدوير النفايات". ومن خلال هذه الجهود والمبادرات، تسعى المرعشي إلى ترك إرث يسهم في بناء مستقبل مستدام للإمارات، حيث يعيش الناس في تناغم مع البيئة، مستفيدين من مواردها بحكمة ومسؤولية لضمان رفاهية الأجيال الحالية والمقبلة. وتؤكّد: " تمّ ترجمة ذلك على أرض الواقع من خلال تنفيذ البرنامج الوطني "من أجل إماراتنا نزرع" والتي نجحنا حتى الآن من زراعة 2,126,600 شجرة محلية في البقاع المختلفة من أرض الوطن".

إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري توجه رسالة في يوم الأرض

دمج الموضوعات البيئية في المناهج الدراسية بطرق تفاعليّة

في ظل التحديّات البيئية العالمية والإقليمية المتزايدة، تبرز برأي المرعشي اليوم الحاجة الماسة إلى تعزيز التوعية البيئية بين كافة شرائح المجتمع في الإمارات، وخاصة بين جيل الشباب. وتقول: "تتمثل الأولوية اليوم برأيي في التركيز على فهم تغير المناخ وأثره. إذ يجب أن يكون هناك تركيز قوي على تعليم الشباب حول أسباب تغير المناخ وتأثيراته، وتعزيز الوعي بكيفية دمج ممارسات الاستدامة في الحياة اليومية، مثل تقليل الاستهلاك، إعادة الاستخدام والتدوير، وتقليل انتاج النفايات، وتشجيع الشباب على التفكير الابتكاري وتطوير حلول مستدامة للتحديّات البيئية، من خلال المشاركة في مسابقات الابتكار وبرامج ريادة الأعمال البيئية". وتتابع: "ولنشر الوعي بين جيل الشباب، يمكن دمج الموضوعات البيئية في المناهج الدراسية بطرق تفاعلية وعملية، ما يجعل التعلّم ممتعًا وذا صلة بالحياة اليومية للطلبة وكذلك تنظيم فعاليات وأنشطة خارجية مثل زراعة الأشجار، ورش عمل حول إعادة التدوير، وتنظيف الصحاري والبراري والشواطئ والمحميات الطبيعية، ممّا يعزز الوعي ويشجع المشاركة المجتمعية الفعالة، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل البيئية بطرق مبتكرة وجذابة، وتشجيع الشباب على أخذ زمام المبادرة في مشاريع الاستدامة والأنشطة البيئية".

وتعتبر المرعشي أنّ العمل في مجال البيئة يمكن أن يكون ملهماً ومؤثراً بشكل كبير، وهو يتيح الفرصة لإحداث تغيير حقيقي ومستدام في العالم. وبالنسبة للنساء اللواتي يطمحن إلى دخول هذا المجال، تنصحهنّ باكتساب المعرفة إذ أنّ العمل البيئي يتطلّب فهماً عميقاً للعلوم البيئية. وتتابع: " كما أنصحهنّ ببناء شبكة علاقات والانخراط في المجتمعات والشبكات البيئية والمشاركة في المؤتمرات، الندوات، والفعاليات البيئية إذ يفتح ذلك أمامنا فرصاً للتّعرف على المحترفين في المجال. وأما النصحية الأخيرة فهي التّحلي بالشجاعة والطموح إذ أنّ العمل في مجال جديد ومتطوّر مثل البيئة يتطلب الجرأة لتجربة أفكار جديدة وغير تقليدية".

إقرئي أيضاً: سعادة الدكتورة نوال الحوسني تعرفي إليها

في يوم الأرض العالمي، رسالة المرعشي إلى الأرض وخصوصًا إلى أرض الإمارات تنبع من التقدير والأمل والالتزام. إلى أمّنا الأرض، الوعاء الذي يحتضن الحياة بكل تنوعها وجمالها، وإلى أرض الإمارات، التي تجسّد مزيجًا فريدًا من التراث الطبيعي والتطور الحديث. وتقول للأرض بشكل عام: "أنتِ مصدر الحياة والجمال والإلهام. في يومك هذا، نجدّد التزامنا بحمايتك واحترام حدودك. نعترف بالأخطاء التي ارتكبناها في حقك ونعاهد على تصحيح مسارنا نحو مستقبل يراعي التوازن الطبيعي ويحترم الحياة بكل أشكالها. نعدك بالعمل على استعادة صحتك، وتعزيز قدرتك على التجدد، والحفاظ على تنوعك البيولوجي." أمّا لأرض الإمارات، فتقول: ""في يوم الأرض، نحتفي بتراثك الطبيعي الغني وجهودك المتقدّمة نحو الاستدامة. نعاهد على استمرار العمل لحماية جمالك الطبيعي وتراثك الثقافي، والبناء على التقدم الذي حققته في مجال الاستدامة والطاقة المتجددة. نتعهّد بأن نكون خير سفراء للعمل والمبادرات البيئية، مواصلين السعي لجعلك نموذجًا للتنمية المستدامة، مستوعبين أهمية الحفاظ على مواردك الطبيعية للأجيال القادمة."

إقرئي أيضاً: تأثير أزمة المناخ على النساء بقلم  Hannah Rasekh

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث